دروس في الاتيكيت مستقاة من الشحرورة صباح
دروس في الاتيكيت مستقاة من الشحرورة صباح
غادرتنا الشحرورة, ومع ان رحيلها كان متوقع ،
غير ان خبر موتها كان صعبا على من تربّى على أغنياتها و افلامها و مسرحياتها, رحلت
صباح حاملة معها محبة لبنان كل لبنان و تاركة لنا ارثها الخالد و دروس لا بد من
التوقف عندها.
من اعتلت كل المسارح والمهرجانات واحتلت شاشات
السينما والتلفزيون وتناولت اخبارها كل الإذاعات والصحف والمجلات استطاعت ان تترجم
مقولة "حب الحياة" بحذافيرها. ببارعة و ذكاء استطاعت اسر قلوبنا و
اجتذاب اعجابنا فتحولت من جانيت فغالي ابنة بدادون الى قامة الفن الجميل و الحضور
الاخاذ والجمال و الاناقة والصدق والعفوية الطيبة.
الحب الجماهيري الكبير الذي حظيت به صباح لم يأتي من فراغ, و هو مرتكز على جانب فني و اخر
اجتماعي, فبالاضافة لموهبتها تميزت بسرعة البديهة والنكتة الحاضرة و مواكبتها
للزمان. كمن سرّ صباح في تصرفاتها و تعاطيها مع جماهيرها و من حولها, هذه
التصرفات هي عبر و دروس اساسية للنجاح و الاستمرار و هي في آن اساسيات لفن
الاتيكيت وإذا كان الاتيكيت هو فن السلوك المهذب، والتصرفات الراقية، فهو لا يكون
بهذه الصفة إلا إذا نابعاً من أعماق النفس دون تكلف أو تصنع. من
يتابع مسيرتها الفنية و الانسانية الكبيرة
لا بد من التوقف عند مزايا وقيم نجاحتها التالية المرتكزة
على اساسيات الاتيكيت:
احترامها للمواعيد : تميزت الشحرورة بأحترامها
لمواعيدها, فيجمع الجميع على انها كانت اول من يحضر و اخر من ينصرف من اي لقاء, و
هذااساس في الاتيكيت فقد قيل " احترام المواعيد من اداب الملوك".
دائمة الابتسامة و البشاشة: ان البسمة عنوان الرقة والذوق السليم
،و هي كانت ملازمة للشحرورة, فبسمتها و ضحكتها اضافة لبشاشتها الدائمة فتحت لها
ابواب القلوب و التقدم المهني.
البساطة: رغم ابهارها لنا بأزيائها و اناقتها و
نجاحاتها, غير ان بساطتها كانت من الأمور المحببة, فبساطتها اعطتها القدرة على التعبير عن نفسها, فبأسلوبها البسيط تواصلت
معنا بصورة سارة، معطية انطباعا جميلاً
بعيدة عن الوسائل المعقدة.
التواضع:
تميزت
الشحرورة ببعدها عن الأنانية و النرجسية فهي
و رخم كونها ايقونة الفن الراقي و رخم شهرتها الواسعة حافظت على تواضعها مما وسم
شخصيتها المحببة فاستحقت كل تقدير و كانت جديرة بالإحترام مما قربها من الجميع.
تقول
ما هو حسن فقط : لم ينقل عن الشحرورة قط تناولها للاخرين بالسوء, دائما تذكر الحسن
في حديثها عن الاخرين فهي ببراعة تجنبت سوء الحديث وإهانة الغير.
تمدح الاخرين: لم تجد الحرج بمدح الاخرين, سواء من كانوا في بداية
طريقهم الفنية او المخضرمين, ببساطة و من دون عقدة "الانا" مدحت و اثنت
على كل من يستحق الثناء.
تشكرالاخرين على المعروف: لم تنسى اي معروف قدم لها, صغيرا كان
ام كبير,شكرها كان واضحا وجليا, فهي و لغاية مماتها لم تنسى فضل من ساعدها في
بداياتها و استمرت بحمل الجميل حتى بعد تقدمها بالمقام عليهم.
تتمالك غضبها تحتفظ بهدوئك دائما: يجمع كل من عاشرها على انها نادرا ما كانت
تغضب, و اكدت في الكثير من المقابلات على
انها لم تفقد غضبها امام احد, كانت تتمالك اعصابها و تحافظ على هدوئها في احلك
الظروف, فهي بذلك اكتسبت احترام كل من حولها.
تظهر اهتماما بالاخرين : جميع من حولها يذكر تضحياتها و
تقديماتها لهم, قريبة من هموم
الاخرين, مجبولة على العطاء والاهتمام, اهتمامها بالجميع ماديا و معنويا توج
عطائاتها و اضاف ميزة اضافية لها.
تتغاض عن الاخطاء : كانت دائمة الترداد على انها
"تطنش" و لا تتوقف عند اخطاء الاخرين بحقها, حتى عند معرفتها للامر كانت
تتعالى و تتغاضى و تتجنب المواجه المباشرة.
صباح تميزت بهذه الصفات الانسانية فأبدعت.
لروحها كل المحبة و لذكرها خالص التحية.
Comments
Post a Comment